تراجع قطر بـ"بورصة النفوذ" لإدانة العجمي وتقهقر "الجزيرة"



هسبريس .



يبدو أن شهر العسل بين دولة قطر والمنظمات الحقوقية قد انتهى بعدما قضت محكمة الاستئناف القطرية بحكمها ضمن ملف الشاعر القطري محمد بن راشد العجمي، الملقب بـ "ابن الذيب"، وقرنته بمنطوق يصل إلى 15 سجنا نافذا عت تهمة التحريض على قلب النظام.

صكّ إدانة العجميّ بني على قصيدة "الياسمين" التي يمتدح فيها "الربيع العربي" وينتقد فيها، بشكل ضمني، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي "يأخذ عزته من وجود القوات الأمريكية على أرض قطر" حسب ما جاء في القصيدة التي تقول بعض أبياتها:





آه عقبال البلاد اللي جاهل حاكمها ***** يحسب أن العز في القوات الأمريكية



وآه عقبال البلاد اللي شعبها جايع ***** والحكومـة تفتخر في طفرة مالـية





الشاعر محمد بن راشد العجمي كان أكثر جرأة من قناة "الجزيرة" حينما وجّه سهام نقده، في أحد أبيات القصيدة، إلى أمير قطر، مباشرة بعد أن سحب الجنسية عن 6 آلاف قطري من قبيلة "المرة" وعشيرة "الغفران" سنة 2005، وجاء ذلك عقابا لهم على اتهامهم بدعم أمير قطر السابق الذي لم يكن غير الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي أطيح به سنة 1995 من قبل نجله الأمير الحاليّ.. وجاء ضمن قصيدة "ابن الذيب":







وآه عقبال البلاد التي تنام مواطنا ***** معك جنسية وتصبح مـا معك جنسية



وآه عقبال النظام القمعي المتوارث ***** لا متى انتو عبيد النزعـة الـذاتية



ولا متى الشعب ما يدري بقيمة نفسه ***** ذا ينصب ذا وآراءه كلـها منسية

ليه ما يختار حاكم في البلد يحكم له ***** ويتخلص من نظام السلطة "الجبرية"

علم اللي مرضي نفسه ومزعل شعبه ***** بكره يجلس بداله واحـد بكرسيه

دامها تستورد من الغرب كل أشيائها ***** ليه ما تستورد القانون والحرية؟؟



الحكم النهائيّ على الشاعر القطري جاء بعد أن أدين محمد بن راشد العجمي، ابتدائيا، بالمؤبد.. وهو ما جرّ على قطر العديد من الانتقادات، لعلّ أبرزها تعليق منظمة العفو الدولية على الحكم ومطالبتها بالإفراج عن العجمي لأنه معتقل رأي وفقا لاعتباراتها.

الدوحة وضعت نفسها عرضة لبلاغات المنظمات الحقوقية التي أصبحت تنتقد قطر أكثر من أي وقت مضى، هذا في الوقت الذي بدأت أسهم دولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تهوي في بورصة النفوذ العالمي، خصوصا بعد النقاش الثائر حاليا عن خسارة الإمارة لذراعها الإعلامية المتمثلة في قناة "الجزيرة".

وكشفت آخر المعطيات أنّ "الجزيرة" قد طالها تراجع مهول للمشاهدين، زيادة على الجدل الدّائر منذ مدّة بخصوص تداخل السياسات القطرية وتوجهاتها الدولية ضمن اشتغال القناة.. خصوصا التوجه للتأثير في اتجاه الإطاحة بأنظمة مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا، مع استثناء طال مناطق تبقى تعرف حراكا، أبرزها البحرين.

كل هذه المعطيات، إلى جانب أخرى مقترنة بالتعتيم على الواقع الحقوقي داخل دولة قطر، جعلت الصورة الأنيقة التي أفلحت في ترويجها الدوحة تتهاوى في "بورصة النفوذ العالميّ"، خصوصا وأنّ الحكم القاسي على محمد بن راشد العجمي، بسبب قصيدة شعرية فقط لا غير، ضرب في العمق "نموذج الحرية" الذي حاول حكّام قطر تأسيسه من خلال "الجزيرة".












Commentaires