خبر عالمي دعم عسكري أميركي لتونس في مجال محاربة الإرهاب





كشف المنسق الخاص لعمليات التحول في الشرق الأوسط، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في تقرير حصلت "العربية نت" على نسخة منه "أن تونس والولايات المتحدة الأميركية قد استأنفتا التدريب في إطار برنامج المساعدة في مكافحة الإرهاب بعد انقطاعه لمدة سبع سنوات".



وشكلت زيارة وزير الدفاع التونسي رشيد صباغ للبنتاغون بداية الأسبوع الحالي ولقائه بنظيره الأميركي، نقطة انطلاق عودة التعاون العسكري والأمني الموجه أساسا لمكافحة الإرهاب بين البلدين.



وأشار التقرير إلى أن "الأهداف الاستراتيجية لهذا البرنامج في تونس، تتمثل في تعزيز قدرات الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون في مجال مكافحة الإرهاب على التحقيق في النشاط الإرهابي قبل وقوع حادث إرهابي وبعد وقوعه، كما يهدف البرنامج أيضا على تعزيز القدرة على إدارة الأحداث الخطيرة".



وأكد التقرير الأميركي، بأن "هذه المبادرة الاستراتيجية الإقليمية تقوم، عن طريق برنامج مكافحة الإرهاب، بتوفير المعدات وتسهيل شراء مركز قيادة متنقل، ومعمل جنائي متنقل لصالح الحرس الوطني التونسي".



وختم التقرير بالإشارة إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية سوف تقوم بتقديم المساعدات الفنية والمعدات والتدريب ذي الصلة للتونسيين العاملين في مجال تطبيق القانون في الخطوط الأمامية في المطارات الجوية والموانئ البحرية وعلى الحدود الأرضية، كما ستقدم الولايات المتحدة أيضا دعما في مجال تطوير وتعزيز أنظمة شاملة لرقابة التجارة الاستراتيجية تفي بالمعاير الدولية".



وكان الجنرال كارتر هام قائد القوات الأميركية بإفريقيا "أفريكوم"، قد أكد خلال زيارته إلى تونس في مارس/آذار الماضي، إرسال إطارات من وزارة الدفاع للتدرّب في الولايات المتّحدة كذلك هناك فريق تقني أميركي مختص قادم إلى تونس لتكوين فريق مماثل له في إطار برنامج مكافحة الإرهاب.



ومن جانبه، يعتقد أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية في تصريح لـ"العربية نت"، بأن كل هذا السعي الأميركي لربط الصلات العسكرية والأمنية بالجانب التونسي هدفه تحويل مقر القيادة الإفريقية الأميركية من ألمانيا إلى إحدى دول شمال إفريقيا.



ويضيف المناعي بقوله "صحيح إن هناك فراغات أمنية غير عادية في قارتنا الإفريقية يتخذ ذريعة للتدخلات الأجنبية وهناك تزايد لبؤر ذات طبيعة إرهابية، غير أنها لا تعدو أن تكون ظواهر محدودة، ولا تستدعي كل هذا التهويل الأميركي الذي يهدف فقط إلى وضع يده على كل المصالح الاقتصادية والاستراتيجية في تونس و بقية دول القارة"، على حد تعبير المتحدث.



ويشار إلى أن تونس كانت ومنذ فترة طويلة حليفا استراتيجيا دائما للولايات المتحدة، فقد بلغ مجموع المساعدات العسكرية الأميركية لتونس منذ 11 يناير/كانون الثاني 2011 ما يقرب عن 32 مليون دولار وهو تقريبا ضعف المساعدة المقدمة مباشرة قبل الثورة، إذ تمثل المعدات العسكرية من أصل أميركي حوالي 70% من مخزون الجيش التونسي.



وتعد تونس من البلدان القلائل التي لديها طلاب في جميع الأكاديميات العسكرية للولايات المتحدة بالإضافة إلى أكاديمية حرس السواحل، كما بلغت الاتفاقات المبرمة بين برنامج الولايات المتحدة للمبيعات العسكرية الخارجية وتونس أكثر من 780 مليون دولار خلال الفترة الممتدة بين 1956 و2010 في حين بلغ التمويل العسكري الخارجي أكثر من 647 مليون دولار.




Commentaires