إشاعة خبيثة تروجها صفحات التجمع والجبهة الشعبية




:

زعمت بعض صفحات الفتنة ومعاداة الثورة والوطن أن المجلس التأسيسي قد وافق في ساعة متأخرة من الليل على قانون ينص على إقرار تعويض مادي لسجناء النهضة (؟؟) ، بما يوحي لقارئ كلامهم ان المجلس قد مرر هذا القانون بطريقة ماكرة وتحت جنح الظلام حتى لا يتفطن إليه التونسيون ..

والصواب هو أن ما تم اقراره هذه الليلة هو إحداث حساب خاص بالخزينة العامة يسمى صندوق الكرامة لضحايا الاستبداد

هذا الصندوق يوضع على ذمة هيئة الحقيقة والكرامة التي تم إقرارها في قانون العدالة الانتقالية ، وهو القانون الذي تمت المصادقة عليه منذ أيام قليلة والذي سيشمل محاسبة المتورطين في الانتهاكات في كافة الحقبات السابقة انطلاقا من 1 جويلية 1955 ، وهذا يعني أن المستفيدين لن يكونوا من مساجين النهضة فقط كما زعمت صفحات الفتنة بل كل من تعرضوا للظلم والقمع من يوسفيين وقوميين ويساريين ونقابيين وإسلاميين ومواطنين غير منتمين إلى أي تيار سياسي وكثير منهم يعيش تحت خط الفقر اليوم بلا مُعيل ولا مورد دخل ولا بطاقة علاج ولا تأهيل .


وهنا نسأل المعترضين لماذا تعترضون على شيء تم إقراره أصلا في قانون العدالة الانتقالية ؟؟ لماذا لم تعترضوا وقتئذ ؟؟ أليس من حق ضحايا العهد البائد أن يُجبر ضررهم وأن تستنقذ إنسانيتهم وكرامتهم من براثن الإهمال والنسيان والاستبداد ؟؟ أليس من حقهم أن يعيشوا بكرامة مثل كل التونسيين ومثل كل الذين طبلوا للمستبدين وسياساتهم ؟؟ ألا يرى المعترضون أنهم يمارسون النفاق والانتهازية عندما يحرمون مواطنين من شعبهم من جزء بسيط من حقهم في جبر الضرر المادي والمعنوي ؟؟ لماذا يصر كثير ممن لم يناضلوا في حياتهم على المطالبة بالزيادة في الأجور والمنح ويوقفون العمل ويهددون كل يوم بالتصعيد ويعتبرون مطالبهم تلك مقدسة ويحرمون في الآن ذاته مناضلين ضد الاستبداد من الحصول على شيء من بسيط من جبر الضرر يسترجعون به كرامتهم التي انتهكتها سنوات الحكم الظالم ؟؟

وأخيرا : لو كنت أنت أو أبوك أو أخوك أو أمك من ضحايا فترة ما بعد 1جويلية 1955 هل كنت ستعترض على أن ينال هؤلاء جزءا من حقهم ؟





Commentaires