خبر وطني حركة النهضة : بعد ان مرت سحابة الانقلاب بسلام ، يبدو ان القواعد لديها ما تقوله للقيادة


حركة النهضة : بعد ان مرت سحابة الانقلاب بسلام ، يبدو ان القواعد لديها ما تقوله للقيادة







مهما تكن التضحيات التي قدمتها زعامات النهضة باسم الحركة للوصول الى هذه المرحلة المتقدمة من عمر العملية الديمقراطية في بلادنا ، ومهما تجتهد قيادات النهضة في حسن تقديم تضحياتها ووجاهة هذه التضحيات وحاجة البلاد اليها ، فان القيادة وبعد ان تخف نشوة الأفراح الهائلة بانجاز الدستور ستجد نفسها أمام احد أخطر الأسئلة المفزعة ، وكيف انطلقت الحركة كقاطرة للترويكا ثم لم تكتفي بالتراجع الى الخلف وإنما انسحبت وتركت الدولة بترويكا ثنائية مدعمة بجناح مستقل .

إذا اعترفنا انه يجب التسليم برمزية الرؤساء الثلاث وأقررنا بان الترويكا لا تعني الوزير او كاتب الدولة او مستشار الحكومة..وإنما تعني الرؤساء الثلاث بما يحملونه من سلطة رسمية وادبية ، اذا اعترفنا بذلك فان جهاز النهضة الذي اشرف على عملية مبادلة سلامة الثورة بتنحي الحكومة ، وقايض الانقلاب بالانسحاب سيواجه في القريب العاجل احد أكثر الأسئلة إحراجا وربما تعقيدا "كيف استطاع المؤتمر من اجل الجمهورية ب 14 من النواب المحافظة على مكانته في الترويكا من خلال رئيس الدولة ، كما تمكن التكتل ب 13 من المقاعد من الاحتفاظ بالسيد بن جعفر على رأس المجلس الوطني التأسيسي كضلع ثاني للترويكا ، بينما فشلت قيادات النهضة في ذلك أو اختارت ما يمكن تسميته بالفشل الايجابي وهي التي تحتكم على كتلة ضخمة تقدر بتسعين من النواب .

أبدت قيادات الحركة مرونة كبيرة وتفاعلت بعمق مع المعارضة والمنظمات الراعية وأنصتت بحكمة الى الأصدقاء في الخارج وتعاملت بجدية مع نصائحهم المغلفة بالتهديد الماكر ، وأجابت الزعامات النهضاوية على العديد من الأسئلة والانشغالات ذات المنتوج المحلي والأخرى المتدفقة من الخارج ، و على مجمل هذه القيادات اليوم الاستعداد لشلال أسئلة خليط ، أسئلة زخمها من المآخذ والعتاب والاستفسار، مطالبة هذه القيادات ان تتسلح بما تسلحت به مع شركائها بالإكراه والتطفل ، ومثلما أحسنت الإصغاء هناك ، عليها أن تحسن الإصغاء هنا ، حيث لدى القواعد ما تقول ، والآن وبعد ان خف القصف وجردت معارضة الفوضى من أسلحتها الغير تقليدية ، لا يمكن لقيادة النهضة ان ترد هجمة الأسئلة مستعينة بشعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" .










Commentaires