خبر وطني آمال كربول:وزيرة اشتهرت قبل أن تُعرفَ

آمال كربول وزيرة السياحة في حكومة مهدي جمعة لن تمرّ مستقبلا مرّ الكرام. لقد أصبحت مشهورة بين عشية في التأسيسي وضحاها في قصر قرطاج، وجلبت إليها كل الأنظار حتى قبل أن تجلس على كرسيها الوزاري.

السبب الأول لهذه الشهرة السريعة والمفاجئة هو دون شك الهجوم الشرس الذي شنه عليها النائب إبراهيم القصاص بدعوى علاقتها بالكيان الصهيوني والذي ولّد عند عموم التونسيين إحساسا بالتعاطف مع الوزيرة المرشحة لما لمسوا عند الأول من براهين النفاق وعند الثانية من حجج الصدق.

لكن شراسة وعنف الهجوم صدم بوضوح السيدة كربول وجعلها مركز ضغط شديد لم تقدر على تحمله فبادرت بتقديم استقالتها. غير ان شهادات التضامن التي تهاطلت عليها من كل صوب وحدب وإصرار وثبات رئيس الحكومة دفعتها إلى العدول عن الاستقالة.

ولا شك ان مهدي جمعة قد فهم وهو يصر على بقاء وزيرته أنه وجد في السيدة آمال كربول رمزا أو تعويذة (Mascotte) حكومته الناشئة. فهي تمثل لوحدها كل جدة حكومته المتطلعة إلى ارسال صور طمأنة للداخل وخصوصا للخارج وإعادة بناء جسور الثقة مع الشركاء التقليديين الذين بدأوا ييأسون من عودة الاستقرار والأمن والهدوء إلى بلادنا وما عرف عنها في الماضي من طيب عيش. والسيدة امال كربول تأتي بتجربة من الخارج سيكون لها خير معين لإعادة الحوار مع الآخر وجلبه للسياحة والاستثمار في تونس والايمان من جديد بقدرات شعبها لأن السياحة ليست فقط خدمات وصناعة إنها كذلك وخصوصا ثقافة ورؤية حضارية.

الكلمات الأولى للسيدة الوزيرة الجديدة أكدت أنها صاحبة شخصية حداثية متطورة وأنها بالنتيجة امرأة مستقبل، هذا المستقبل الذي نريد أخيرا أن نرى نوره بعد ثلاث سنوات من التجاذبات والركود والتردد.

وهي كذلك صاحبة تصورات ورؤى واسعة وأنها لا ترى مهمتها فقط من زاوية وزارة السياحة بل هي تتطلع إلى تعاون وتشارك مع وزارات أخرى مثل وزارة الثقافة التي تعود إليها مسؤولية المحافظة على تراثنا المادي والمعنوي الضارب في القدم وكذلك احياء مدننا وتنشيطها بما يجعلها جذابة آمنة.. يستطاب فيها العيش.

آمال كربول. تابعوا جيدا هذه المرأة التي اشتهرت قبل أن تعرف!



http://ift.tt/1noQFO2




Commentaires