مثلثان للموت في الجنوب والشمال يشددان الخناق على الأسد وجيشه

مثلثان للموت في الجنوب والشمال يشددان الخناق على الأسد وجيشه

صالح أبو اسماعيل

الخميس : 30 - نيسان - 2015               

                      

               
بعد نجاح ثوار المنطقة الجنوبية في التصدي لقوات النظام المدعومة بالميليشيات الطائفية اللبنانية، والإيرانية، والأفغانية في منطقة أطلق عليها الثوار مثلث الموت كونها تقع بين ثلاث محافظات هي درعا، والقنيطرة وريف دمشق الغربي، شكّل الثوار مثلثاً آخر في الشمال استطاعوا من خلاله كسر قوات النظام بين ثلاثة أرياف إدلب، وحماة، واللاذقية.
وكانت قوات النظام أعلنت معركة للسيطرة على مثلث الموت في أرياف درعا ودمشق والقنيطرة لشل حركة الثوار في تلك المنطقة لكن جرت الرياح بما لا تهوى سفن قوات الأسد وتكبدت خسائر والعدة والعتاد والأرواح، وخسرت عدة مناطق في مثلث الموت الذي أضحى مقبرة للمرتزقة الشيعة من مختلف الجنسيات.
لم يكتف ثوار سوريا بالضربة القاصمة في الجنوب بل وجّهوا ضربة أخرى بمثلث الموت في الشمال عندما اجتمع ثوار إدلب وحماة واللاذقية في منطقة الوسط بين أريافها ما سهّل تحرير مدينة جسر الشغور وعدد من الحواجز حولها كحواجز العلاوين والمنشرة وقرية اشتبرق الموالية، وقرية السرمانية، وفصل المدينة عن سهل الغاب لتنتقل الاشتباكات إلى ريف حماة الذي شهد تحرير عدة حواجز وقرى من أيدي قوات الأسد.
فكان الهجوم من الجهة الغربية عبر ثوار اللاذقية، حيث دمروا عدداً من الآليات الثقيلة وقطعوا طريق جسر الشغور سهل الغاب بتحريرهم لقرية السرمانية وعدة حواجز في تلك المنطقة، في حين استطاع ثوار حماة منع أي مؤازرة لقوات الأسد من الجهة الجنوبية لمثلث الموت عندما تصدوا لأرتالها، وحرروا عدة قرى على طريق الإمداد.
وبمساندة ثوار حماة واللاذقية استطاع ثوار إدلب تحرير مدينة جسر الشغور خلال 3 أيام، أوقعوا خلالها بقوات الأسد خسائر فادحة في العدة، والعتاد، والأرواح، واغتنموا أسلحة متطورة وكميات هائلة من الذخيرة.
وبذلك حقق الثوار أغلب الأهداف التي يسعون إليها من هذا الهجوم المشترك والمنسق، ففتحوا أوسع الأبواب أمامهم إلى الساحل السوري ومعقل رأس النظام، كما استعادوا زمام المبادرة والتحول من الدفاع إلى الهجوم في ريف حماة الشمالي الغربي، فضلاً عن تحرير مدينة جسر الشغور ومناطق واسعة من ريف إدلب عموماً، وما تزال المعارك مستمرة لتطهير مثلث (الموت الشمالي) من بقايا فلول قوات الأسد التي تتعرض حواجزه للاستهداف من قبل كتائب الثوار.

Commentaires