حزب الله: نهاية البداية

حزب الله: نهاية البداية
 
حزب الله: نهاية البداية
 
على مدى ثلاثة عقود، أثّر ولوّن حزب الله المشهد السياسي في بلدٍ صغيرٍ كلبنان.
تطوّر "حزب الله" تدريجيًّا من الدفاع عن روح الثورة الإيرانية عام 1979، لتطبيق أوامر من المرشد الأعلى في إيران، فيما بين الطائفة الشيعية في لبنان في الثمانينيات.
في مطلع التسعينيات، اغتنم حزب الله ترتيب ما بعد الحرب الأهلية في لبنان وأصبح جزءًا من النظام السياسي متبنيًا، دستورًا جمهوريًّا ديمقراطيًّا وأدخل مشرّعين في البرلمان.
في مطلع العام 2000، أصبح حزب الله رمزًا لحركة التحرر والنضال في لبنان ضد إسرائيل، واتّسعت شعبية أمينه العام حسن نصر الله لتتجاوز لبنان فوصلت إلى معظم الدول العربية.
 
آخر هجمات نصر الله على الأصدقاء والأعداء تظهر الانفصال، وليس الانكسار في قيادته.
بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، خلع حزب الله قناعه كحركة لبنانية وانتهج سياسة واضحة لدعم وكيله نظام الأسد في السيطرة على لبنان.
في وقت لاحق، أصبح رهينة لإيران ليقود حربًا بالوكالة في ساحة الربيع العربي بين إيران الفارسية والدول العربية الأساسية، وما يعتقده الكثيرون بشكل خاطئ أنه حرب بين السُّنة والشيعة.
آخِر خطب لنصر الله أمين عام حزب الله أحدثت صدى للتوتر والضغط الذي شعر به طبقات واسعة في صفوف مؤيديه، وهم: الشيعة اللبنانيون.
أعداد القتلى الذين قضوا أثناء القتال في سوريا والعراق واليمن ربما يدفع بتساؤلات حول دور حزب الله والشيعة العرب اللبنانيين في المنطقة.
هذه التعليقات تدل على نفاد للصبر من عدم إحراز تقدُّم في سوريا، وتعنُّت الحلفاء والداعمين على المدى الطويل في المساهمة والمساعدة.
المفردات القوية المستخدمة لوصف المعارضين في دعواته للتعبئة العامة لمقابلة جهود داعميه الإيرانيين في دعم نظام الأسد المتراجع كما يبدو.
إضافة للتذكير الدائم للمسيحيين - أكثر من المسلمين -  بالخطر الذي يشكله متطرفو تنظيم الدولة في العراق وسوريا (ISIS) .
وحتى ذهب أبعد من ذلك لتحذير الأقلية المسيحية في لبنان من أنهم من المحتمل أن يُؤخذوا كرهائن بطريقة مماثلة لليزيديين في العراق.
في كلماته، دعا نصر الله أولئك المشككين في الكثير من عملياته العسكرية بالمغفلين البلداء والخونة، كما كان واضحًا من قبل أولئك الذين ليسوا مستعدين لإرسال أبنائهم إلى الحرب في سوريا أو العراق أو اليمن أو الموافقة له على استمرار الهجمات على السعودية ودول الخليج حيث يعيش الآلاف من اللبنانيين الشيعة والسُّنة والمسيحيين والذين عملوا على مدى عقود.
كل هذا ربما علامة على أنه قد دعت إيران لمزيد من العمل من جانب حزب الله في سوريا.
بعد خطب نصر الله فإن حزب الله يمكن وصفه بشكل أفضل كمفرزة صغيرة للمرتزقة في لواء القدس من النخبة الإيرانية، وأنه لم يعد حزبًا لبنانيًّا ينسجم مع التطلعات والأحلام اللبنانية.
وبالتالي، يمكن لهذه الفترة أن تحدد نهاية البداية وعودة حزب الله لطبيعته غير المقنّعة، وتراق دماء الشيعة العرب لمصالح إيران في المنطقة.
بقلم: 
محمد حبرو
المصدر: 
world affairs : ترجمة الدرر الشامية

Commentaires