كتائب حزب الله” العراق .. الذراع الإيرانية الاقوى

كتائب حزب الله” العراق .. الذراع الإيرانية الاقوى “كتائب حزب الله” العراق .. الذراع الإيرانية الاقوى
اضيف بتاريخ : 29/ 06/ 2015



موسوعة الرشيد / متابعات
 أصبح لا يخفى على المتابعين تزايد حضور الميليشيات الشيعية في المشهد السياسي العراقي، بعد ان اضحت رأس الحربة في مقاتلة تنظيم “الدولة الاسلامية”،وتمكنت من تأدية ادوار قيادية وعسكرية، حيث تشكل هذه الجماعات مقدار النصف أو أكثر من القوات الحكومية، بعد دمجها وحدات من قوى الأمن الداخلي، وترتبط ارتباطا مباشرا بمسؤولين حكوميين، وتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من إيران.وتمضي الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، في مسار تصادمي تتماهى فيه مع المصالح الإيرانية. ويُنظر إلى العدد الكبير منها، بوصفه اسلوبا ناجعا لإحداث التداخل والفوضى في المنطقة، ما يتيح لطهران ولوكلائها امكانية نفي ممارساتها وتمويه افعالها الإجرامية. كما يقدم هذا التنوع في الميليشيات مساحة واسعة للمنتمين لها، قائمة على وهم حرية الاختيار والاستقلال في العمل، واستجابة لمقاربة المنتمين وقناعاتهم.
وتأسيسا على ما تقدم يرى الباحث فيليب سميث في جامعة ماريلاند الأمريكية- الذي يراقب تحرك الميليشيات الشيعية المتطرفة في المنطقة- الوفرة الكبيرة من الميليشيات في العراق، بانها ستار لإيران، يسمح لها بإخفاء نفوذها. ولهذا تدعم طهران أكثر من 50 ميليشيا في العراق، ومثلها في سوريا، والتي لا تقل انتهاكاتها وجرائمها فظاعة عما يقوم به تنظيم “الدولة الاسلامية” من انتهاكات.
إيران والميليشيات الشيعية:
ويؤكد باحثون بان عمل هذه الجماعات الميليشياوية، يراد به تعزيز السياسة الإقليمية لإيران في المنطقة، وليس هذا التحليل بالأمر المجانب للصواب، لجهة تحولها الى مجموعات قتالية عابرة للدول تعاضد التمدد الإيراني في المنطقة، وهو ما يوفر نفوذا لطهران في دول تضم اقليات شيعية، ويتبدى ذلك واضحا في لبنان والعراق، وكذلك الحال بالنسبة لنظام الاسد.
وما وجود ميليشيات أو أحزاب على أساس طائفي أو اقلوي داخل الدول العربية الا لأحداث الانقسام في نظمها السياسية ثم اضعافها، لتتمكن من التسلل الى الدولة والهيمنة عليها لملء الفارغ الناجم عن تخلخل السلطة، و”حزب الله” اللبناني نموذجا واضحا لذلك.
اضف إلى ذلك تأكيد قدرات إيران في المزج بين ما حققته اذرعها في دول المنطقة، وبين وجودها العسكري في العراق وسوريا، الذي اتخذ شكلا مباشراً، للتعبير من خلاله على نجاح النظام الايراني بإسلامه الشيعي في إعادة رسم معالم الاقليم سياسيا وطائفيا واستراتيجيا، الامر الذي افضى الى اندفاعة تكشف عن هوس طائفي، يعتمد مقاربات حركية وفكرية وعسكرية. فعلى سبيل المثال٬ وجهت “كتائب حزب الله” و”كتائب الإمام علي” وجماعات مماثلة تهديدات متكررة إلى المملكة العربية السعودية على خلفية حكم الإعدام الصادر بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر٬ بعد إدانته بتهم إشعال الفتنة الطائفية وجرائم مرتبطة بها في تشرين الأول /أكتوبر 2014.
ومن هنا يدرك صناع السياسة الإيرانية الأهمية المتزايدة للفصائل والميليشيات الشيعية، التي تتوافر لديها على مهارات قتالية عالية، وهي إلى حد كبير نتاج لتدريبات تلقوها على يد “الحرس الثوري الإيراني”، ما عزز من ادوارها في النزاعات والإقليمية، وليجري استخدامها أدوات مركزية للسياسة الإيرانية في المنطقة في جوانبها العسكرية والاستراتيجية والعقائدية، وأبدت طهران قدرة منقطعة النظير لتسخير هذا النوع من القوات واستخدامه في منطقة الشرق الأوسط، الامر الذي كان بمثابة المتغير الرئيس في نجاح طهران المستمر في بناء نفوذها السياسي والحركي في الاقليم.
كتائب حزب الله” العراق: النشأة والادوار
وتجلى النموذج العراقي لهذا النهج بإنشاء “كتائب حزب الله”، التي تعد واحدة من اهم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي يتولى “فيلق القدس” الايراني تمويلها وتدريبها، كما ترتبط بعلاقات مع “حزب الله” اللبناني، إذ يتدرب عناصرها في دورات بلبنان على زرع العبوات الناسفة، والتدرب على تنسيق الهجمات بالأسلحة الصغيرة والمتوسطة، وهجمات القناصة وقذائف الهاون، والهجمات الصاروخية.
وبالتالي، فان مشروعا إيرانيا يتعلق بالنشاط الشيعي في الخارج، ستنهض به “كتائب حزب الله” والمتمثل بمحاولة تصدير الثورة إلى الدول العربية التي هي من وجهة نظر طهران موالية للغرب، مثل الأردن ودول الخليج العربي، إذ يكثف “فيلق القدس” تدريبه وتحضيره لمجموعات من الكتائب”، في كل من إيران والعراق بغية تعزيز القدرة العملياتية والاستخباراتية لهم، ليصار الى زجهم في مجموعات “فيلق القدس” الناشطة في أوروبا ودول الخليج وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، شجعت إيران هذه المجموعات على العمل سياسيا وعسكريا داخل دول الخليج وذلك جزءا من استراتيجيتها لزعزعة الاستقرار الداخلي لأنظمة سنية ترتبط بعلاقات ودية مع الغرب. وحسب تقرير سري، اختار «فيلق القدس» وبعناية، نشطاء من الشيعة لتدريب متقدم وفقا لمتطلبات محددة، يجري تهيئتهم للمساعدة في الخارج في مهمات معينة.
وبذات المعنى، فان ايران تعول على هذه الكتائب، لاستنساخ نموذج عراقي مشابه لـ”حزب الله” في لبنان، بالإمكان زجه في معادلات سياسية وعسكرية، لتكون له الكلمة العليا، وبمقدوره فرض مقارباته كلما تطلبت المصلحة الايرانية ذلك، فضلا عن تحركاته الخارجية، التي يراد بها تعضيد جهود ميليشيات شيعية اخرى تعمل في دول، لإيران فيها مصلحة استراتيجية كما في اليمن ولبنان. ونشير هنا إلى ما اعلنته “كتائب حزب الله في العراق”، في 26/3/2015، عن مساندتها لحركة “انصار الله الحوثيين” في اليمن، مؤكدة أن “قلوب وايدي وسلاح الثوار والاحرار في العالم معهم وتساندهم في معركتهم”.
ولا تعمل “كتائب حزب الله” تحت امرة او مظلة “الحشد الشعبي”، انما تتصرف على نحو مستقل، إذ تعد الجيش الرديف والمساند للجيش العراقي بمقاتلة تنظيم “الدولة الاسلامية” بالنظر لما تمتلكه من اسلحة ثقيلة وعناصر مدربة ومنضبطة تختلف عن الميليشيات الاخرى.
وتكشف الرعاية الايرانية للكتائب، التزامها بالولاء لحكم “الولي الفقيه” في إيران، وتعمل على توسعة حدود “الثورة الإسلامية”، فهي ترتبط مباشرة بالمرشد الايراني علي خامئني، وممثليه في العراق قاسم سليماني قائد “فيلق القدس”، وفي لبنان حسن نصر الله امين عام “حزب الله”،  فضلا عن استخدامها ذات المفردات التي يتبناها النظام الايراني في رؤيته للغرب، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعلنت الكتائب في بيانها الصادر في 8/4/2014″ ان شعب العراق اليوم لديه قوة ذاتية يستطع بها الذود عن نفسه”، مذكرة بالقول، “مازالت تجربة مقاومة القوى الاستكبارية على الارض حاضرة بين يديه تمده بالقوة والثبات

Commentaires