عائلة (ابو منتظر المحمداوي) تتهم العامري بالتسبب في قتله

31-تموز-2015

عائلة (ابو منتظر المحمداوي) تتهم العامري بالتسبب في قتله


استدعاه رئيس (بدر) للقتال في جبهة الفلوجة وهو مصاب بقدمه برصاصة في بيجي ويمشي على عكاز
 
 
 
بغداد ـ العباسية نيوز
لم تكن السيدة أم منتظر زوجة القيادي في مليشيا (بدر) حاتم اسود محمد تتوقع ان يستدعى زوجها الملقب (ابو منتظر المحمداوي) الى جبهة الفلوجة وهو ما زال طريح الفراش ويقضي فترة نقاهة في منزله المؤقت بمنطقة الناظمية المجاورة لحي الجادرية بعد ان اجريت له عملية جراحية تم خلالها استخراج رصاصة من قدمه اليسري اصيب بها في معارك بيجي الشهر الماضي.
 
وتضرب هذه السيدة الريفية التي قدمت مع زوجها وابنائها الاربعة من بلدة المشرح الى بغداد قبل اكثر من عام على رأسها وهي تولول وسط نساء باكيات وتقول بصوت مبحوح (لقد سحبوه من الفراش وقالوا له نحن بحاجة اليك سنهجم على الفلوجة) وتمضي في حديثها لاحدى قريباتها التي وصلت توا للمشاركة في عزاء النساء وتقول بلهجة اهل العمارة : جا أشو الفلوجة ما انهجمت .. آنه انهجم بيتي..!
 
ويقول معاصرون  لعائلة حاتم اسود محمد المحمداوي في المشرح المتآخمة للحدود الايرانية انها تنقلت بين مدن العمارة طلبا للرزق وتوزع افرادها بين الميمونة والكحلاء والمجر ولم يعرف عنها نشاط سياسي معارض للنظام السابق حتى مطلع عام 1991 عندما انخرط حاتم وهو شاب في اعمال التمرد التي كانت السلطات الحكومية قد وصفتها وقتئذ بـ(الغوغاء) واضطر للهروب الى ايران والمشاركة مع مجاميع مسلحة كان يقودها عريف هارب من الجيش يدعى كريم ماهود في الهجوم على قرى ومخافر شرطة حدودية.
 
وعندما احتلت القوات الامريكية العراق في نيسان 2003 عاد ماهود الى العمارة وبرفقته حاتم اسود محمد وآخرين وظلوا متخفين في عدد من مدنها خوفا من الانتقام العشائري بعد ان ثبت انهم قتلوا عددا من صيادي الاسماك وافراد شرطة وفلاحين وبعضهم من عشيرتهم (البو محمد) خلال هجماتهم على الاراضي العراقية.
 
واستقر حاتم في بغداد مرافقا لرئيسه السابق في الاهوار كريم ماهود الذي اختاره الحاكم الامريكي بول برايمر عضوا في مجلس الحكم الانتقالي ولكنه عاد الى المشرح عقب حل المجلس وتخلي ماهود عنه في منتصف عام 2004 وانضم الى المجلس الاعلى الذي كان يقوده عبدالعزيز الحكيم، ونظرا لاتقانه استخدام السلاح والتصويب وله تجربة ميدانية سابقة في هذا المجال فقد نسب حاتم للعمل في مليشيا بدر التي كان تعد الذراع العسكري للمجلس ونقل الى العمارة واصبح واحدا من قادتها في المحافظة.
 
ولما حدث الافتراق بين المجلس الاعلى وبدر في عام 2009 انحاز حاتم اسود محمد الى الاخيرة واصبح احد مسؤوليها في محافظة ميسان حيث نظمت له عدة دورات تأهيلية في ايران زادت من خبرته العسكرية، وعندما سقطت الموصل في حزيران 2014 كان ابو منتظر اول المتطوعين في الحشد الشعبي وقاد مجموعة مسلحة من مليشيا (بدر) في العمارة وتوجه الى محافظة ديالى بناء على طلب زعيمها هادي العامري حيث قاتل في المقدادية وابو صيدا وحمرين قبل نقله الى قاطع صلاح الدين والمشاركة في معارك سامراء وتكريت حيث رقي عسكريا واصبح مسؤول غرفة عمليات اللواء الرابع ويحمل اسم (لواء الامامين العسكريين) لانه تشكل في سامراء واصبح احد اقوى الوحدات العسكرية التابعة لمليشيا بدر.
 
واصيب ابو منتظر في قدمه برصاصة قناص داعشي في نهاية آيار الماضي عندما كان يقاتل في مصفى بيجي ونقل الى احدى مستشفيات بغداد حيث اجريت له عملية جراحية ونصحه الاطباء بالراحة في بيته الذي منحه اياه هادي العامري في منطقة الناظمية المجاورة لحي الجادرية الذي احتلت الاحزاب والمليشيات الشيعية اغلب منازله وقصوره واستخدمتها لسكن افرادها ومقرات ومكاتب.
 
ولم يكن حاتم اسود محمد او ابو منتظر المحمداوي قد شفى من اصابته عندما استدعاه رئيسه هادي العامري للالتحاق بوحدته العسكرية في لواء الامامين العسكريين الرابع الذي نقل الى جبهة الفلوجة وانيطت به مهمة مهاجمة ناحية الصقلاوية شرقي المدينة، حيث لقى مصرعه مع آمر اللواء ابو حبيب السكيني ومسؤول التجهيز والتسليح ابو سرحان الصبحاوي واكثر من 60 عنصرا وتدمير العشرات من المدرعات والمدافع والعجلات في اول هزيمة عسكرية تمنى بها قوات الحشد على اطراف الفلوجة.
 
وصحيح ان العامري قد حمل الى زوجة ابو منتظر مبلغ 100 مليون دينار مكافأة لها وكفل نفقات مجلس العزاء ولكن الارملة المفجوعة تردد بأسى وتقول : الملايين لا تعيد زوجي، وتتمتم وهي تمسح دموعها الساخنة (الله يجازي السبب) في اشارة واضحة الى هادي العامري الذي سحب زوجها من فراش المرض والحقه بوحدته العسكرية وهو يمشي على عكاز.

Commentaires