الناشط الحقوقي العراقي ناجي حرج قدم شهادة موثقة

31-تموز-2015

الناشط الحقوقي العراقي ناجي حرج قدم شهادة موثقة

لجنة في الأمم المتحدّة تبحث في ملف التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في العراق
 
 
جنيف ـ العباسية نيوز
استضافت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب امس (الثلاثاء) الناشط الحقوقي العراقي ناجي حرج واستمعت الى شهادته الموثقة عن ممارسات التعذيب في العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 مؤكدا ان السلطات العراقية ومليشياتها تمارس ابشع واقسى صنوف التعذيب ضد المواطنين العراقيين ضمن سياسة ممنهجة باتت توجّهاتها الطائفية واضحة للعيان.
 
وأوضح حرج في شهادته التي قدّمها باسم عدد من منظمات المجتمع المدني العراقي إن النمط العام السائد في العراق حاليا، نتاج سياسات زرعها الاحتلال الامريكي في القوات العراقية التي انشأتها ودربّتها على الممارسات الاجرامية. في حين تعكس ممارسات الميليشيات الإرهابية ما تدربّت عليه اثناء نشأتها الأولى في إيران واستمرار تأثيرات النهج الإيراني عليها من خلال اشراف فيلق قدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني المطلوب دوليا بتهم الارهاب، ورأى ان تصديق العراق على اتفاقية مناهضة التعذيب في عام 2011 لم يضع حدّاً لاستخدام التعذيب، بل على العكس فان  الوقائع تؤكد على الأرض حصول زيادة كبيرة تحت ذريعة الحرب ضد الإرهاب.
 
وفضح الناشط العراقي امام اللجنة الاممية المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005  وقال انها شرعت التعذيب  وانتزاع الاعترافات ومحاكمات غير عادلة وصولا لإصدار احكام بالإعدام اضافة الى حالات أخرى كثيرة يتعرّض فيها المعتقلون الى الاختفاء القسري أو الإعدام خارج نطاق القضاء.
 
واشار الناشط حرج الى المعاملة المهينة التي تتعرض لها عوائل المعتقلين التي تواجه بالاهانات والزجر وطلب الرشاوى مؤكدا ان كثرة من هذه العوائل تنتظر لسنوات معلومات عن ابنائها المعتقلين دون جدوى، موضحا ان الكثير من المعتقلين يلاقون حتفهم جرّاء التعذيب وانه غالباً ما يجري دفنهم في مقابر جماعية مجهولة لإخفاء سبب الوفاة، او تسليمهم لذويهم مع تقارير طبّية كاذبة تحيل سبب الوفاة الى أسباب أخرى ويُهدّد الاهل بعدم الكشف عن الجثث.
 
وابلغ اللجنة الاممية أن تقرير الحكومة العراقية المقدم اليها لا علاقة له بما يجري على ارض الواقع مطلقاً. لانه مجرد عرض يسلّط الضوء على ضمانات تقول الحكومة انها وردت في القوانين العراقية، ولكنه فشل في تبيان حقيقة أن السلطات العراقية بما في ذلك نظامها القضائي لا تلتزم بهذه القوانين المحلّية منها والدولية. واكدّ انه لا وجود لقوانين تحظر التعذيب فعليا لذلك لا يزال التعذيب يمارس على نطاق واسع.
 
ووجه الناشط الحقوقي العراقي انتقادات الى المجتمع الدولي وقال انه يغضّ الطرف احياناً عن الانتهاكات التي تجري تحت ما يسمّى " الحرب على الإرهاب" وطالب الأمم المتحدة بان تقوم بجهد دولي فعّال ينقذ العراقيين مما يتعرّضون له. مبينّاً ان استخدام التعذيب في العراق لا تقوم به مجموعة واحدة من الجهات الحكومية بل تمارسه عدّة مجموعات تقوم بتنفيذ حملات الاختطاف والاحتجاز التي تنطوي عادة على استخدام التعذيب وفي مقدّمتها وحدات الشرطة وقوات الأمن والمخابرات وقوات الجيش، اضافة الى انتهاكات المليشيات التي بلغ عددها أكثر من 50 ميليشيا في العراق يمارس كلّ منها سلطة الاعتقال والتعذيب والاعدام منتقدا وزارات الداخلية والعدل وحقوق الانسان التي تتواطئ مع هذه المليشيات.
 
وأعاد ناجي حرج الى الاذهان اعمال التعذيب التي مارستها الميليشيات الموالية للحكومة تحت مسمّى (الحشد الشعبي) مؤكدّاً ان هذه الميليشيات تعمل في البلاد منذ الأيام الاولى للاحتلال في نيسان عام 2003، وقد اتسعت ممارساتها حاليا بحجة محاربة الارهاب وباتت توجّه دفة العمليات العسكرية وتمارس سطوتها حتى على القوات الحكومية التي تخضع لها في كثير من الاحيان.
 
وقدم الى اللجنة الدولية افلام فيديو لنماذج من عمليات بالغة الوحشية ضد المواطنين، تتضمن مشاهد حرق وتمثيل بالجثث في ظل مشاركة واسعة من القوات الحكومية والميليشيات.
 
يذكر ان لجنة الأمم المتحدّة لمناهضة التعذيب هي احدى لجان المعاهدات الرئيسة في المنظمة الدولية وتتخذ من جنيف مقرّاً لها، ويتركّز عملها على رصد إجراءات الدول الموقعة على اتفاقية منع التعذيب وتتألف من خبراء مستقلّين تقدّم نتائج اعمالها الى مجلس الأمم المتحدّة لحقوق الإنسان.
 
ومن المقرر ان تبحث اللجنة اليوم (الأربعاء) في التقرير الرسمي الذي قدّمته الحكومة العراقية الى اللجنة ضمن التزاماتها بالاتفاقية المذكورة.

Commentaires